التخطي إلى المحتوى الرئيسي

السفر عبر الزمن :ما بين الحقيقة والخيال

  

تحدثنا من ايام قليلة عن جهاز الاختفاء الزمنى الذى اصبح حقيقة  والذى يمكن استغلالة بالسفر عبر الزمان !!!! 
فكرة السفر عبر الزمن هي فكرة نظرية من نتائج نظرية النسبية، والتي تعتقد أن إمكانية السفر الآني ( أي انتقال 
الأجسام المادية لمسافات شاسعة في نفس اللحظة) فرضية ممكنة، وقد استخدم اينشتاين كلمة أو مصطلح الزمكان 
لأول مرة في هذه النظرية والمصطلح يعني السفر أو الانتقال عبر الزمان و المكان معا في آن واحد، وفي

نظريته هذه حاول أن يثبت أن الزمن بعد رئيسي وضروري بجانب الأبعاد الأخرى المعروفة وهي الطول والعرض والارتفاع، وفي توفر كل الأبعاد يمكن السير إلى الأمام والخلف أيضا.

ولكن خيال العلماء ابتعد كثيرا عن ما يقصده أينشتاين في نظريته وهو السفر عبر الفضاء، وهو المقصود بالمصطلح الزمكان عن طريق السفر في الزمان و المكان معا، وخصوصا في وجود مصطلح السنة الضوئية، و هذا المصطلح يعني المسافة التي يقطعها الضوء لو انطلق في الفضاء لمدة سنة زمنية كاملة باعتبار أن سرعة الضوء تساوي تقريبا ثلاثمائة ألف كيلومتر في الثانية الواحدة، ولك أن تتخيل المسافة التي يمكن أن يقطعها الضوء في سنة واحدة "حوالي خمسة وعشرين مليارا وتسعمائة مليون كيلومتر في اليوم اضربها في 365" هذه هي المسافة الهائلة التي تساوي وحدة فلكية واحدة وهي السنة الضوئية، وإذا علمت أن اقرب النجوم إلينا بعد الشمس يبعد عنا 4.3 سنة ضوئية تقريبا فأضرب الناتج في 4.3 لتعرف مدى المسافة بين النجوم ناهيك عن المجرات، وهذا يعني أن وصولنا إليه يحتاج سفينة فضاء خاصة، يمكنها أن تنطلق بسرعة الضوء لمدة أربع سنوات كاملة دون أن تتوقف أو تخفض سرعتها لحظة واحدة.

والاحتمال يبدو من الناحية المنطقية أمرا مستحيلا، لهذا كانت المفاجأة من تلك النظرية إننا نستطيع بلوغ ذلك النجم المفترض في زمن أقل من هذا بكثير ودون حتى أن نبلغ سرعة الضوء..

وقد وضعوا العلماء احتمالات نظرية لتطبيق ذلك باستخدام الثقوب مثل الثقب الأسود والدودي، حيث أن القوانين الفيزيائية لا تمنع فكرة السفر عبر الزمن، وهذا نظريا فقط ولا يعني أن الأمر سيتحقق سواء قريبا أو على المدى البعيد، وخصوصا فيما يتعلق بالعودة بالزمن للماضي أو السفر إلى المستقبل.

الثقب أو الممر الدودي  


من الوسائل الافتراضية للسفر عبر الفضاء، والثقب الدودي هو ممر افتراضي للسفر عبر الزمن وذلك عبر طريق مختصر خلال الزمكان، والنظرية الكاملة تشتمل على ثقب أسود وثقب أبيض وكونين أو زمنين يربط بين أفق كلا منهما نفق أو ثقب دودي، لذلك يفترض أن للثقب الدودي فتحتان تتصلان يبعضهما البعض بواسطة ممر واحد، وإذا كان الثقب الدودي مؤهلا للسفر، فإن للمادة إمكانية الانتقال من فتحة إلى أخرى بعبور هذا الممر، وللان ليس هناك دليل فعلي للسفر عبر الزمن من خلال عبور الثقب الدودي، ولكنه افتراض فيزيائي معروف كحل من حلول نظرية النسبية لأينشتاين.


استحالة الفكرة نظريا أيضا



عبور الثقب الدودي والانتقال من كون إلى آخر هو شئ مستحيل نظريا أيضا، فإذا افترضنا وتمكن المسافر من أن يعبر أفق واحد فقط وفي اتجاه واحد، فعليه أولا أن ينتظر حتى يكون الثقبين قد اندمجا واجتمعت آفاقهم، وقد يدخل المسافر من خلال أفق واحد لكن بعد أن يدخل لا يستطيع الخروج، إما من خلال نفس الأفق الذي دخل منه أو من خلال الأفق الذي على الجانب الآخر ويكون مصيره في هذه المخاطرة هي أن يموت في اللانهائية التي تتشكل من انهيار الثقب الدودي، ولكنه يمكن أن يرى إشارات خفيفة من الكون الآخر، حيث أنه (المسافر) سيكون قادرا على رؤية الكون الآخر فقط بعد السقوط من خلال أفق الثقب الأسود وذلك من خلال مضيق الثقب الدودي.




البعد الرابع وانحناء الكون




يصف علماء الفيزياء الزمن على انه البعد الرابع، مكملا لباقي الإبعاد المعروفة الطول والعرض والارتفاع، ولتسهيل الفكرة يمكنك قراة الأبعـاد الإحدى عشر والأبعاد الكونية فعندما ننتقل من مكان إلى مكان آخر فإن هذا الانتقال يكون في اتجاه ما في الفضاء ويتخذ كافة الأبعاد من طول وعرض وارتفاع غير أننا سوف تستغرق وقتاً خلال انتقالنا وهو البعد الرابع.

ويوضح احد العلماء وهو تشارلز لو فكرة أن المكان- الزمان (الزمكان) مرتبطان معا بمنظومة البعد الرابع التي يطلق عليها اسم الفضاء- الزمن، ويوضح أيضا أنه يمكن تصور الزمكان بوصفه جزءا من النسيج المرن للأبعاد الأربعة، وعندما يتواجد شيء مادي له كتلة مثل شخص أو جرم سماوي في ذلك الجزء من النسيج رباعي الأبعاد، فإنه يحدث "نقرة أو تجويف"، "وتشكل هذه النقرة أو التجويف دليلاً على انحناء الفضاء- الزمن بما يتلاءم مع تلك الكتلة"، وهذا الانحناء في الزمكان يجعل الأشياء تتحرك في مسار منحني، وذلك الانحراف هو ما نعرفه بالجاذبية.

وبالنسبة لاينشتاين فقد أكد في نظرية على أن الزمن هو ظاهرة يمكن أن يقال عليها أنها ظاهرة محلية، أي أن الزمن يختلف من وجهة نظر المراقب لحدث ما عن المسافر في مكان ما بسرعة ما، أي أن الزمن يجري وفقا لمعدلات متفاوتة بالنسبة لمراقبين مختلفين في الكون وذلك اعتمادا علي سرعة كل من هذين الراصدين.
واستطاع أن يثبت أن الزمن يمضي ببطء نسبي في المواقع ذات التجاذب القوي وفي المناطق شديدة التقوس والانحناء في الكون، وقد استغل علماء العصر الحديث تلك النظرية التي تؤكد علي إمكانية إبطاء حركة الزمن.
وقد أثبت الفيزيائي ريتشارد فينجان أن تفاعل الجسيمات مع أضدادها تجعل احدها يتحرك للأمام والآخر للوراء، وفي حالة التقاء النقيضين فإنهما يصطدمان ويفني كل منهما الآخر، وبالتالي فان مضادات الجسيمات يمكنها أن تسير في الزمن إلي الوراء، وهذا ما تؤكده نظرية الانفجار العظيم والتي تفترض أن مادة الكون كانت معبأة في حجم صغير للغاية يصعب تصوره ثم حدث انفجار فانطلقت منه محتويات هذا الجسم وكونت المجرات في الكون التي تقدر أعدادها بآلاف البلايين.
تلك كانت بعض الأفكار أو النظريات التي بحثت موضوع السفر عبر الزمان وغيرها الكثير من تلك النظريات التي اثبت صحتها العلماء ولكن من الناحية النظرية فقط، وأن كانت هناك محاولات للتجارب العملية على تخليق ثقب أسود ودراسة نتائجه ونقل المادة من مكان إلى أخر في نفس اللحظة، إن رغبتم في سردها.



هذا من الناحية العملية البحتة، التي تتكلم فقط عن السفر في الفضاء واختصار الزمن وليس السفر في الزمن نفسه، فهذه الفكرة مقبولة أن ننتقل عبر النجوم والمجرات باستخدام طرق نقل وليس وسائل نقل تتخطى سرعة الضوء والتي يعتبرها أينشتاين أنها السرعة المطلقة في الكون، ولكن العلم قد اكتشف سرعات تتجاوز سرعة الضوء يمكنك الاطلاع عليها هنا، فدائما خيال الإنسان واسع وبدون حدود، ولكن لا استطيع ان انفى فكرة الانتقال بالزمن إلى الأمام أو إلى الخلف بمعنى زيارة الماضي أو الاطلاع على المستقبل،فكل يوم جديد ويمكننا ان نسمع  عن الة زمن حقيقية فى يوم من الايام  فلا يعلم الغيب الا اللة....
ابداع وتكنولوجيا