حتى تشفير البيانات كذبة والمخابرات CIA تتجسس على كل شيء.. ويكيليكس

تسريبات ويكيليكس 2017
يبدو أن مقولة إدوارد سنودن تكشف صحتها يوماً بعد يوم، فعندما قام هذا الأخير بتسريب تفاصيل برنامج التجسس بريسم قال أن عالمًا لا توجد فيه خصوصية لا مكان فيه للاكتشاف الذهني والإبداع، فعندما تكون في موقع متقدم يتيح لك الوصول إلى المعلومات فإنك ترى أشياء قد تكون مزعجة، وقد نجح في الكشف عن بعضها من قبل، ويبدو أن ويكيليكس ستتابع المسيرة، ولديها قنبلة جديدة لتفجرها بداية في عام 2017.
حيث أعلن جوليان أسانج في اليوم 7 مارس 2017 عن حصول موقعه على أكثر من 8 آلاف وثيقة مسربة من المخابرات الأمريكية، ليوجه ضربة أخرى إلى أقوى أجهزة المخابرات في العالم، ولكن هذه المرة كشف لنا الموقع عن مدى قدرة المخابرات على إختراق شركات كبرى تفاصيل لانتخيلها بمافيها تطبيقات الدردشة التي تزعم أنها مشفرة والهواتف الذكية والمواقع الكبرى.
سلسلة التسريبات المسماة Year Zero كشفت عن معلومات بالغة الأهمية حول الوسائل المختلفة التي  تستخدمها المخابرات الأمريكية في التجسس والحصول على بيانات هامة، وقد أطلق ويكيليكس على هذه البيانات اسم الأسلحة الإلكترونية التي يستهدف بعضها الأجهزة والحواسيب والهواتف التي تعمل بأنظمة أندرويد وويندوز ولينكس و iOS.
وذكر بيان لموقع ويكيليكس أن الكمية الكبيرة من الوثائق والتي بلغ عددها 8761 وثيقة كانت متوفرة لدى بعض العاملين السابقين لدى المخابرات الأمريكية وقد أمد أحد هؤلاء العاملين الموقع بالوثائق.
الغريب في الأمر أن بعض التطبيقات التي تم إختراقها هي تطبيقات تستخدم تقنيات تشفير متقدمة مثل تليجرام وواتساب والذي يستخدم تقنية End-To-End ورغم ذلك كانت المخابرات الأمريكية تطلع على محتوى الرسائل، فبحسب موقع ويكيليكس تمتلك المخابرات الأمريكية تقنيات فك تشفير متطورة للغاية تمكنها من الإختراق عن بعد، والتحكم والسيطرة على الهواتف الذكية والحواسب اللوحية أياً كان نوعها أو نظام تشغيلها أو الشركة المصنعة لها.
بعد إختراق جهاز ما; كانت المخابرات تحصل على بعض المعلومات من الهاتف وتقوم ببعض الإجراءات مثل تسجيل المكالمات الصوتية، وقراءة الرسائل الخاصة، والحصول على معلومات الموقع الجغرافي، وتفعيل بعض الخواص مثل الكاميرا والميكروفون عن بعد.
ورغم أن المخابرات الأمريكية في أول تعليق لها وصفت الوثائق المسربة أنها ليست صحيحة إلا أن الباحث في مجال الأمن الإلكتروني جايك ويليامز وصف الوثائق بأنها صحيحة، وهو ما يجعل هذه التسريبات كارثية للمستخدمين حول العالم، فالقدرة على اختراق تطبيقات وأنظمة التشغيل أصبحت جزءً من حياتنا اليومية تعني أن لا أحد مستثنى حول العالم من إنتهاك خصوصيته حيث أن الغالبية العظمى من مستخدمي الإنترنت حول العالم تستخدم أنظمة أندرويد و iOS للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وويندوز ولينكس للحواسيب، وهو ما يعني أنه سيكون لهذه التسريبات آثار كارثية على المدى القريب وسيؤثر بشكل كبير على الجميع.
من ناحية أخرى لم يثبت حتى الآن مدى تورط بعض الشركات المستهدفة بالتجسس مع المخابرات الأمريكية لتسهيل حصول الأخيرة على المعلومات ولكن النظر لتطور تقنيات التشفير التي تستخدمها بعض الشركات والتطبيقات وأنظمة التشغيل يدور في الأذهان سؤالاً كبيراً وهو هل كانت هذه الشركات على علم بالإختراقات التي تقوم بها المخابرات لأجهزتها ؟ وهل سهلت تسريب هذه المعلومات بحيث تتلافى الصدام مع السلطات مثلما حدث بين المخابرات الأمريكية وشركة أبل العام الماضي ؟ حتى الآن المعلومات المتاحة حول عملية التسريب قليلة للغاية ولكن فيما يبدو فإن الأيام القادمة حبلى بالكثير من الأحداث.

تعليقات