تخيل أن كل ما أنتجته البشرية عبر آلاف السنين من علوم وآداب وفلسفة وكل ما خاضته من أحداث وكل ما عانته ومرت به يتواجد في قاعدة بيانات واحدة تجمع كل المعرفة الإنسانية عبر تاريخها.
هذا بالفعل ما بدأت جوجل في بنائه إنه مشروع Knowledge Vault والذي تهدف من ورائه بناء أكبر مخزن للمعرفة في تاريخ البشرية حيث يجمع ويدمج المعلومات عبر الويب في قاعدة بيانات واحدة من الحقائق عن العالم والناس والأشياء ، حيث أن إتساع وكمية ودقة هذه المعلومات التي تم جمعها سوف تساعد على تأسيس الأنظمة التي تسمح للروبوتات والهواتف الذكية لفهم ما يسأله الناس لهم، والعجيب أن جوجل تفعل ذلك دون أي مساعدة من الإنسان، حيث أن برمجيات جوجل الآلية فقط هي من يدير قاعدة البيانات ضخمة التي تتيح لنا معرفة تامة لجميع الحقائق والمعلومات التي عرفتها البشرية حتى الآن، حيث تقوم هذه البرمجيات بجمع المعلومات تلقائياً ودمج البيانات من على شبكة الانترنت في قاعدة موحدة للبيانات والحقائق عن العالم أجمع بما يحويه من كائنات مختلفة.
المشروع يشبه Knowledge Graph وهو مشروع طورته جوجل عام 2012 لكن الإختلاف أنه كان يجمع المعلومات بشكل يدوي مثل ويكبيديا وبنك الحقائق التابع للمخابرات الأمريكية، أما knowledge Vault فهو يستخدم خوارزمية تقوم بإيجاد المعلومات تلقائياً من على الشبكة العملاقة بإستخدام تقنية تعليم الآلةالتي تقوم بتحويل البيانات إلى نصوص معرفية يمكن قراءتها أو الإطلاع عليها.
سوف يوفر هذا المشروع لجوجل الكثير من الحقائق التي ستستخدمها لتغذية قاعدتها المعرفية ومن خلال تقنية تعليم الآلة سيمكن لجوجل البحث في كل مكان عن هذه الحقائق والبيانات والمعلومات، كما أنها ستساعد على تحليل النصوص الموجودة على صفحة ما من أجل الوصول للمزيد من الحقائق.
في عام 2014 قامت قاعدة البيانات المعرفية بجمع 1.6 مليار معلومة منها 270 مليون معلومة صنفت على أنها معلومات مؤكدة أو صحيحة، وتقوم جوجل بالتأكد من صحة المعلومات عن طريق مقارنة بين عدة مصادر للمعلومة مع ما يتوفر لديها من مصادر أو معلومات لنفس المعلومة.
كما أن جوجل سوف تستفيد من تقنيات أساسية تمت برمجتها بتقنيات تعليم الآلة مثل Siri و Google Now وغيرها من تطبيقات الذكاء الإصطناعي التي تجمع في طياتها الكثير من المعرفة كما أن تخاطبها اليومي مع الإنسان يسمح لها بجمع الكثير من المعلومات والحقائق حول الإنسان وحياته وطريقة عيشه.
يقوم توم أوستن وهو خبير تقني من مؤسسة جارتنر في بوسطن أن جوجل ليس وحدها من تعمل على بناء قاعدة معرفية للإنسانية بل إن أكبر شركات التكنولوجيا تتنافس لبناء مخازن أو أقبية معرفية مماثلة فهناك ميكروسوفت وأمازون و IBM وغيرها، فالآن أصبح إحتمال وجود قاعدة بيانات معرفية شاملة كبيرا حيث أن هذه القاعدة سوف تساعد في مجال الذكاء الإصطناعي وتعليم الآلي وإنتاج مساعدات شخصية أكثر ذكاء من ذي قبل ويضرب أوستن مثالا بحاسوب واتسون الخارق الذي أنتجته شركة IBM ويساعد بشكل كبير في علاج السرطان.
تقول جوجل أنها لا تملك وصولاً إلى المعلومات التي ينشرها العامة فقط، حيث يمكنها أن تستحصل على معلومات من حسابات Gmail، youtube و Google plus ، ولكن جوجل تنفي ذلك وتقول أنها لا تجمع المعلومات الخاصة أو الشخصية.
تعليقات
إرسال تعليق