تدعم وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” مخططات محتملة لوضع رواد الفضاء في نوم عميق أثناء رحلاتهم الفضائية إلى كوكب المريخ، فذلك الإقتراح يقتضي نومهم حوالي 180 يوماً والسماح لهم بإستمرار الرحلة لمسافة قدرها 350 مليون ميل أي ما يساوي 560 مليون كيلومتر مع خفض حاجتهم إلى الماء والغذاء.
وأطلقت “ناسا” على هذا الطاقم اسم “طاقم النوم” والذي سيبقى على قيد الحياة خلال النوم عبر ما تسمى بالتغذية الوريدية حيث يوضع في أجسامهم مجموعة من الإبر المتصلة بجهاز يغذيهم أثناء نومهم بالفيتامينات والمواد اللازمة لتغذية الجسم، وحينما يصلوا إلى وجهتهم سيستنشقون غاز مبرد سيقوم بإيقاظهم. وقد اقترح الدكتور “مارك شيفر” من شركة “سبيسوركس” في أتلانتا هذا الاقتراح في المؤتمر الفضائي المنعقد في ولاية تورنتو، موضحاً أن رواد الفضاء سيظلون في النوم العلاجي، مع انخفاض النشاط الفسيولوجي للحد من إحتياجات الجسد في رحلة فضائية تمتد من 90-180 يوماً إلى المريخ نظراً لانخفاض عمليات التمثيل الغذائي.
وسيتم الاستعانة بنبضات كهربائية تحفز عضلات رواد الفضاء أثناء النوم وتضمن أنهم حينما يستيقظون من النوم لا يشعروا بالضعف بشكل كبير، ما يعني أن حمولة الحقائب ستكون أقل حجماً والمركبة الفضائية لن تكون كبيرة الحجم أيضاً. ومن الناحية النظرية فكرة النوم العلاجي خلال السفر بدأ في الثمانينات ومنذ عام 2003 تم تفعيله في المستشفيات العامة كما قال الدكتور شافير والذي أضاف أنه على الأرض المريض لا يحتاج للنوم العلاجي أكثر من سبعة أيام وهذا يختلف في التعامل مع الفضاء.
فبالنسبة لبعثات الفضاء ستستخدم هذا النظام والذي أطلق عليه “رينو تشيل RhinoChill” حيث ستنخفض درجة حرارة الجسم بنحو درجة واحدة لكل ساعة أثناء تزويد المبرد عن طريق الأنف. وعند درجة حرارة 32 درجة مئوية سيدخل طاقم الفضاء إلى حالة من النوم ومع وقف تدفق المبرد سيستيقظ رجال الفضاء ما يعني أنه إذا أردت الذهاب للمريخ سيتم وضعك في كبسولة صغيرة وستنام وتستيقظ هناك، وفي الواقع الدراسة التي أجرتها شركة “سبيسوركس” تقترح بأن تكون مركبة الفضاء أصغر بخمس مرات من مركبة الفضاء الحالية التي يستيقظ فيها رواد الفضاء.
وفي المجموع سينخفض وزن المركبة الفضائية المتجهة إلى المريخ من 400 طن إلى 220 طن وبعدما ينتهي رواد الفضاء من مهمتهم في المريخ سيعودون للنوم مرة أخرى لرحلة العودة إلى الأرض، وتشير بعض المقترحات إلى أنه من الممكن توفير الجاذبية الاصطناعية للحد من فقدان قوة العظام والعضلات لرواد الفضاء. وسيحتاج رائد الفضاء الذي سافر وهو نائم إلى المريخ أن يظل مستيقظاً يومين أو ثلاثة أيام قبل النوم لمدة 14 يوماً، ومازالت الفكرة تحتاج لمزيد من الأبحاث قبل قبول الاقتراح باعتباره خيارً قابلاً للتطبيق من قبل وكالة ناسا.
المصادر: