أشهر الخرافات المنتشرة عن الإسعافات الأولية وما يجب فعله حقًّا – الجزء الثاني

الإسعافات الأولية من الإجراءات المصيرية والحتمية التي قد تساهم في إنقاذ حياة إنسان أو تؤدي للعكس تمامًا، لذلك لا يجب أن نجهلها فلا نجد ما نساعد به أحباءنا وقت الحاجة، ولا يجب أن نتعلمها أو نقوم بها بشكل خاطئ فتؤدي إلى نتائج عكسية تمامًا. الآن أخبرني ما الذي ستفعله لو أن أحد أصدقائك تعرض للسعة قنديل بحر أثناء السباحة؟ ماذا لو كانت نحلة أو ثعبان؟ أعتقد أنك لو بحثت عن الإجابة على الإنترنت ستصل لما نحن بصدد نفيه اليوم، لقد حان وقت فضح وطرد العديد من الخرافات المنتشرة عن الإسعافات الأولية وتعلم الصحيح منها فقط،
وتابع قراءة الجزء الثاني من مقالنا لتتعرف على أشهر وأكثر خرافات الإسعافات الأولية انتشارًا وطريقة الاستجابة الصحيحة لكل حالة طارئة من الحالات التي سنذكرها.
مص سم الثعبانBlack-Snake-Wallpaper-1024x576
بالطبع كما نعلم جميعًا فإن عضة الأفعى لا يستهان بها، فإذا كانت لسعة النحلة تتطلب تدخلًا سريعًا فلك أن تتخيل مدى السرعة التي يجب التعامل بها مع عضة الثعبان. لا شك أن أغلبنا قد شاهد تلك اللقطة في الأفلام عندما يقوم أحدهم محاولًا إنقاذ صديقة بعد أن عضه ثعبان ما بعض موضع الجرح ومص السم ثم بصقه مرة أخرى. هذا التصرف بالطبع عار من الصحة ولا أساس له سواءً استخدمت فمك أو إبرة لسحب السم من موضع الجرح، لأن السم ببساطة لن ينتظرك حتى تقوم بذلك وسوف ينتشر مع الدم بمجرد دخوله إلى سائر الجسد وبالتالي أنت بهذا تكون قد أسديت للأفعى معروفًا وقدمت لها شخصين مقابل عضة واحدة.

ما الذي يجب فعله؟

  • في البداية عليك أن تتصل بالإسعاف ولا تنتظر ظهور أعراضٍ للقيام بذلك.
  • لا تقم بأي نشاط أو مجهود، عليك أن تبقى هادئًا لكي لا تزيد من معدل ضربات القلب وتزيد من سرعة انتشار السم.
  • قم بغسل الجرح بماء دافئ وصابون.
  • قم بإزالة أية ملابس أو إكسسوارات محيطة بمنطقة الجرح لأنه في الغالب سيتورم، وقد تؤدي تلك الأشياء إلى موت الأنسجة.
  • قم بلف ضمادة ضغط مرنة وابدأ من النقطة الأقرب للقلب وقم باللف في اتجاه الأصابع، وعليك أن تتوقع حدوث صدمة أو فقدان للوعي.
المصادر [1]
علاج الخناق بالبخارUntersuchungenImErstenLebensjahr
الاستحمام بالماء الساخن له فوائد جمة، ولكن علاج الخناق ليس أحدها بالتأكيد، ضع طفلك في السرير ليرتاح حتى تذهب الكحة ويصبح أفضل واحتفظ بالحمام الساخن لنفسك. الخناق هو عبارة عن التهاب يصيب الحنجرة والقصبة الهوائية ويتسبب في حدوث صعوبات في التنفس، وتكثر الإصابة به لدى الأطفال، ومن الشائع أن وضع الطفل في حمام بخار ساخن سوف يساعد على التخلص من أعراض هذا المرض، فهل هذا صحيح؟ على الأرجح لا.
لا توجد على حد علمنا أية دراسات أو أبحاث تشير إلى فائدة الحمام الساخن والبخار في حالة الخناق لدى الأطفال، وبالرغم من وجدو بعض الدراسات التي تشير إلى فائدة الرطوبة في هذه الحالة إلا أن الواقع لا يؤكد ذلك. الخناق يتسبب في كحة عنيفة ومرتفعة الصوت وفي الغالب يشفى المصاب تلقائيًّا بدون علاج بعد فترة، في حالة عدم اختفاء الكحة خلال يوم أو اثنين فيجب زيارة الطبيب؛ لأن الخناق قد يتطور لأسوأ من ذلك.
المصادر [1 2]
الزبدة والحروقButter_Block1
لعلكم لاحظتم أن هناك علاقة غريبة بين الأطعمة والإسعافات الأولية، على كل حال الزبدة والزيت لهما دور هام في الطبخ وإذا لم ترغب في زيادة الحروق سوءًا عليك أن تتركهما في المطبخ. الزيوت عمومًا تحتفظ بالحرارة وهو عكس ما يريده المصاب بالحروق تمامًا. علاج الحروق يعتمد على مدى خطورتها وفقًا لعمقها ومساحتها والأفضل دائمًا أن تلجأ للطبيب، وبغض النظر عن خطورة الحروق التي سنبينها بعد قليل يمكنك أن تغسل منطقة الحرق بماء لعدة دقائق ثم تقوم بدهن مرهم للحروق مؤقتًا.

ما الذي يجب فعله؟

  • قم بغسل منطقة الحرق بماء بارد وبضغط منخفض ولا تستخدم الثلج نهائيًّا لأنه قد يؤدي لقضمة الصقيع (موت الأنسجة) خاصة أن الجلد قد تضرر مسبقًا بسبب الحرق.
  • لا تتردد في الاتصال بالإسعاف إذا كانت هناك بقعٌ سوداء أو قرح وفقاقيع في منطقة الحرق.
  • استخدم مرهمًا أو بخاخ الحروق لتخفيف الألم ولا تقم بفرقعة الفقاقيع، واستمر في التبريد باستخدام الماء ما استطعت.
  • لا تستخدم الزبدة أو السمن أو الزيوت عمومًا لأنها ستؤدي لنتائج وخيمة، حيث ستحتفظ بالحرارة لفترة أطول.
  • يمكنك استخدام بعض المهدئات للتغلب على الاأم مثل الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين.
المصادر [1 2]
شرب الكحول للتغلب على البرد101480575-565x376
الاعتماد على الكحول للتدفئة ليست فكرة جيدة، الكحول قد يشعرك بالدفء والاندفاع والتوهج ولكنه في الواقع سيؤدي إلى انخفاض حرارة الجسم في الجو البارد. يتميز الكحول بدرجة تجمد أقل من الماء، حيث تتجمد بعض المشروبات الكحولية (40% كحول) عند درجة حرارة -6 مئوية، وهذا الأمر ليس له أية علاقة بالخصائص الكيميائية. تنطبق الأساسيات الفيزيائية على الكحول أيضًا، فكما نعلم أن المشروبات الباردة ستؤدي لسحب الحرار من الجسم بينما ستؤدي المشروبات الساخنة إلى إضافة حرارة للجسم، للكحوليات سمعة بأنها تجعل من يشربها يشعر بالدفئ في الجو البارد لأنها تجعلهم يشعرون بذلك. يعمل الكحول على تمدد الأوعية الدموية وبالتالي ينتقل تدفق الدم إلى سطح الجلد حيث النهايات العصبية المسؤولة عن التغير في درجة الحرارة وبالطبع سيساهم تدفق الدماء التي تبلغ درجة حرارتها 37 درجة مئوية في زيادة الشعور بالدفء. لنعود الآن للطقس البارد والصقيع، عندما ينتقل المزيد من التيارات الدموية نحو سطح الجلد بفعل شرب الكحول سيؤدي هذا فعليًّا بعد الشعور المؤقت بالدفئ إلى انخفاض درجة حرارة الدم نتيجة برودة الطقس، وهو ما سيقود في النهاية إلى زيادة الشعور بالبرودة نظرًا لانخفاض درجة حرار الجسم الداخلية.
المصادر [1]
الإبقاء على المصابين في الرأس في حالة يقظة670px-Treat-a-Concussion-Step-4
“لا تسمح له بالنوم”، بالتأكيد سمعت هذه الجملة من قبل في التلفاز وفي ملاعب كرة القدم حيث تكثر إصابات الرأس، ويحرص الجميع على الإبقاء على المصاب في حالة يقظة وعدم السماح له بإغلاق عينيه، كيف يمكن أن يساعد الإبقاء على الشخص المصاب في الرأس في حالة يقظة؟ في الواقع هذا لا ساعد على الإطلاق. المعتقد السائد هو أن السماح للشخص المصاب في الرأس بالنوم سيؤدي إلى موته، فهل من الضروري عدم السماح للشخص المصاب في الرأس بفقدان الوعي؟ الإجابة لم تتغير وما زالت لا.
670px-Assess-Level-of-Consciousness-During-First-Aid-Step-6
إيقاظ المصابين في الرأس كل ساعة كان أداة تقديرية لسنوات عديدة (للاطمئنان على المصاب) ولكن العلاج اليوم قد تغير بظهور تقنيات جديدة مثل الأشعة وأجهزة الرنين المغناطيسي، وفي بعض الأحيان قد يكون إيقاظ المصابين لفترة تذكرتهم للنجاة (وليس الإبقاء عليهم مستيقظين). قبيل انتشار أجهزة الأشعة والمسح الدماغي، كان يتم إرسال المصابين في الرأس الذين لم يفقدوا الوعي إلى المنزل مع إرشاد ذويهم بإيقاظهم كل ساعة أو أكثر، وفي حالة عدم الاستجابة يتم إرجاعهم للطوارئ مرة أخرى. أما الآن في ظل وجود التقنيات الحديثة، يمكن للأطباء معرفة حالة الدماغ وقياس مدى استجابته حتى في حالات عدم الوعي وليس هناك أي داعٍ لمحاولة إيقاظ المصاب للاطمئنان عليه، ولا يوجد أية طريقة يمكننا بها إبقاء المصاب مستيقظًا إذا أراد عقله أن يغيب عن الوعي، وليس علينا في هذه الحالة سوى التوجه إلى المستشفى للاطمئنان عليه ومعرفة حالته.
المصادر [1]
استخدام سدادة الأوردة لوقف النزيفC-A-T-Tourniquet
في الواقع هذه الطريقة قد توقف النزيف فعلًا، ولكن التكلفة باهظة الثمن. استخدام سدادة الأوردة والضمادات فوق الجروح النازفة يوقف تدفق الدم بشكل حاد، ما يعني أنك من أجل إيقاف النزيف من جرح صغير ستقتل الأنسجة في ذراعك بأكمله، وفي حالة قيامك بهذا الأمر بطريقة صحيحة ستجبر الأطباء على بتر ذراعك. بغض النظر عن خطورة النزيف، يجب أن تدرك أنه يمكن إيقافه وإذا لم توقفه سيؤدي إلى فقدان للوعي ثم الموت بكل بساطة.

ما الذي يجب فعله؟

  • أولى خطوات وقف النزيف هو سد الثغرة، الدم يجب أن يتخثر أو يتجلط لوقف النزيف، ولن يتخثر طالما أنه يستمر في التدفق، لذا يجب أن نوقف التدفق في البداية لنسمح له بالتخثر.
  • أفضل طريقة لوقفه عن التدفق هي إيقافة عن التدفق. قم بالضغط على الجرح بشكل مباشر، يمكنك استخدام الشاش أو الضمادات أو المناشف أثناء الضغط لأنها ستساعد على تماسك الدم وتخثره وإذا امتلأت بالدماء لا تقم بإزالتها ولكن أضف طبقة جديدة واستمر في الضغط لأن إزالتها سيؤدي لإهدار عامل التخثر، كما ستسمح بإعادة تدفق الدم مرة أخرى.
  • الجاذبية تجعل تدفق الدم نحو الأسفل أسهل من الأعلى، وبالتالي لتسهيل عملية إيقاف النزيف قم برفع موضع الجرح لنقطة أعلى من مستوى القلب مصدر الدفع، مع استمرار الضغط ليصبح تدفق الدم أبطأ.
  • نقاط الضغط التي يجب أن تضغط عليها هي مناطق العروق الرئيسية الموجود بالقرب من سطح الجلد ويجب أن تضغط عليها بحيث يكون موضع الضغط أقرب للقلب من الجرح.
  • وأخيرًا، إياك واستخدام سدادة الأوردة لخطورتها التي سبق توضيحها، ولا يجب استخدامها إلا في الحالات القصوى عندما يكون الاختيار محصورًا بين الحياة وعضو من أعضاء الجسم.
المصادر [1 2]

ملاحظة: جميع المعلومات الواردة في المقال مستقاة من مصادر موثوقة وتم مراجعتها بواسطة أطباء متخصصين وفقًا للمذكور في تلك المصادر.