الإعلان عن التصميمات الأولية لمركبات فضاء أسرع من الضوء!

عندما خطا “نيل أرمسترونج”خطواته الأولى على سطح القمر، وقال جملته الشهيرة: “خطوة صغيرة للانسان..قفزة كبيرة للبشرية”، فإن تلك المقولة حملت المعنى الحقيقي للإنجاز. ولكننا إذا نظرنا إلى ما حققه الجنس البشري من ذلك الحين وحتى الآن، سنجد أن البشرية ما زالت تحبو في مجال السفر عبر الفضاء. لكن ثمة دلائل باعثة على الأمل تشير إلى أن ما أنجزناه حتى الآن هو لا شئ بالمقارنة بما ينتظرنا في المستقبل! فقد أعلنت وكالة ناسا الفضائية عن التصميمات الأولية للمركبات التي تسافر بسرعة تفوق سرعة الضوء، وبذلك صار حلم السفر لمسافات طويلة في الفضاء مجسدا وفي أبهى صوره!
spaceship
تصميم المركبة
تعمل وكالة ناسا ليل نهار على تطوير تقنيات دفع المركبات الفضائية من أجل توسيع نطاق استكشافنا خارج حدود مجموعتنا الشمسية. ولكن بالنظر إلى تقنيات الدفع التي بين أيدينا اليوم فنحن أبعد ما يكون عن إمكانية السفر بين النجوم! وحتى باستخدام أحدث تقنيات الدفع التي يتم تطويرها الآن في المختبرات فإن سرعة المركبات لن تشكل سوى جزء ضئيل من سرعة الضوء! وبذلك فإن الرحلة إلى أقرب نجم ستستغرق عقود بل قرون من الزمن، لذا فإن السفر الطويل في الفضاء لايزال حلم بعيد المنال.
ولكن ماذا عن السفر بسرعة الضوء؟ طبقا للنظرية النسبية لآينشتين فإنه من الصعوبة الوصول إلى سرعة الضوء ناهيك عن تعديها! إلا أن أبحاث د. هارولد وايت وفريقه؛ بمركز جونسون الفضائي التابع لوكالة ناسا، تهدف إلى البحث عن ثغرة في قوانين الفيزياء مما يسمح بالسفر بسرعات تتعدى سرعة الضوء!
بدأ د.وايت في العمل منذ 2012 على الفكرة النظرية لمركبات الفضاء التي تسير بسرعات خرافية معروفة بإسم “سرعة طي الفضاء Warp speed” والتي تتفوق على سرعة الضوء، وهو على وشك البدأ في إجراء تجاربه لإثبات مدى إمكانية حدوث ذلك من الناحية العملية. وإن كانت الفكرة لا تتعدى كونها نظرية، إلا أن ذلك لم يمنعه من البدأ في وضع تصميمات فنية لتلك المركبات الأسطورية!
spaceship2
تصميم مركبة طي الفضاء
يتكون التصميم الأولي للمركبة من سفينة انسيابية..تتموضع في مركز حلقتين عملاقتين. إن وجود الحلقتين ليس على سبيل الإكسسوار!، إنما تقومان بدورهما الرئيسي كـ”محرك لطي الفضاء Warp Drive” ! يقوم محرك طي الفضاء بجعل نسيج الفضاء يتقلص من أمام المركبة ويتمدد من خلفها (كما بالصورة). إن طي نسيج الفضاء بتلك الكيفية من شأنه أن يقصر المسافة التي ينبغي للسفينة أن تقطعها بين نقطتين محددتين. ومن ثم فإن المركبة تنتقل من مكان لآخر بسرعة تفوق سرعة الضوء بدون أن تتحرك فعليا…والأهم بدون أن تخترق قوانين الفيزياء بالطبع!
spacetexture
طي نسيج الفضاء
ووفقاً لحسابات وجد د.وايت أنه باستخدام تلك التقنية فإن الرحلة على متن مركبات طي الفضاء إلى النجم “ألفا سينتوري” ستستغرق أسبوعين فقط وهى الرحلة نفسها التي سوف يقطعها الضوء في 4,34 سنة بسرعته البالغة 300 مليون متر في الثانية الواحدة! تلك التقنية الثورية من شأنها أن تُحدث نقلة نوعية في السفر الطويل عبر الفضاء، وربما يصبح السفر لألفا سينتوري قريبا مثل السفر للمصيف على أحد الشواطئ في فصل الصيف!
لمشاهدة المزيد من صور تصميم مركبة طي الفضاء: ادخل هنا
المصادر: extremetech gizmodo