لماذا أندرويد وسيطرته على سوق انظمة التشغيل ؟!

closeup_waving_android_eye_feature3
في عام 2013 استولى الأندرويد على 70% من الهواتف في أوروبا. ثم توالت الأرقام الفلكية حتى وصل الأندرويد إلى تحقيق ما يقارب 1.5 مليون جهاز مفعل يوميًّا وهذا يعني أنه بحلول عام 2013 سوف يكون لدينا أكثر من مليار هاتف أندرويد مفعل. ولم يكتفي أندرويد بذلك بل أن آخر إحصائية حتى الآن تثبت أن 80% من الهواتف حول العالم تعمل بنظام الأندرويد. بالطبع كل هذه الأرقام تثبت وبشكل صريح أن الأندرويد مسيطر وبشكل شبه كامل على زمام المنافسة، فأن تتكلم عن نظام سيطر بنسبة 80% على سوق الهواتف المباعة، وما تبقى هو فقط 20% لنظام iOS و Windows Phone 8 و BlackBerry 10 و FireFox OS و نظام Asha و Symbian وغيرها من الأنظمة، إنه بالتأكيد رقم ضخم ويثبت هيمنة الأندرويد على باقي الأنظمة، لكن هل هذه الأرقام تعني أن النظام كامل ولا ينقصه شيء، أو أنه من المستحيل هزيمته؟

المستخدم هو أساس النجاح

Android-security
كل شيء يعتمد نجاحه على كثرة المستخدمين، فعندما نتحدث عن نظام أندرويد -والذي هو محور حديثنا- نجد أن نجاحه سببه كثرة المستخدمين، ولنتحدث عن أشياء أخرى كأمثلة، وليكن تطبيق اليوتيوب، لا أحد أيضًا ينكر نجاح اليوتيوب، أعتقد أن كل شخص منا لا يخلو يومه من تصفح مقاطع اليوتيوب، ولنأخذ أيضًا الـiPhone كمثال آخر، ومحرك البحث قوقل أيضًا، ولدينا نظام الوندوز، وهنالك بالطبع أشياء كثيرة ستجدها إن بحثت. لنعد إلى نظام الأندرويد، بالتأكيد الأندرويد يعتبر أكثر نظام مستخدم حاليًّا وبفارق كبير وشاسع عن البقية، لكن مع ذلك لا يعني أن الأندرويد كامل بكل المقاييس، فبمجرد أن تضع أمور محددة غير موجودة في باقي الأنظمة وفي نفس الوقت تهم المستخدم وتساعده في استخدام النظام كما يريد؛ لتحصل أنت على مفتاح الوصول. وهذا ما حصل عليه الأندرويد، لكن …

كيف تجلب المستخدم؟

android-marketplace-paid-apps-1
في عام 2007 صدر الآيفون، ومع أن هنالك الكثير من الهواتف الذكية قبل الآيفون لكنه كان الأكثر انتشارًا ومبيعًا، وكان سبب نجاح الآيفون بالإضافة إلى أن اسم شركة بحجم Apple لها صدى واسع فالـiPhone هو ماكان يتمناه المستخدم في ذلك الوقت. فنظام الـWindows mobile لم يكن بالجودة الحالية في نظام Windows phone 8 وهذا هو الأمر الذي جعل المستخدمين ينجذبون لـiPhone لأنه وفر النظام المستقر والبسيط والعملي في نفس الوقت. الآيفون لا يزال مسيطر حتى عام 2010 بالتحديد بعد صدور Galaxy S، لا أنكر أن الهواتف في ذلك الوقت كانت جميلة حتى في عام 2010 كانت HTC بالفعل تقدم هواتف ممتازة، لكن لم تحظى بالعامل الأساسي وهو المستخدم. لكن بعد صدور Galaxy S من سامسونج كان عبارة عن نقلة للأندرويد، لكن لماذا؟ لا أقول أن الـGalaxy S كان نقلة عن طريق المواصفات، لكن سامسونج عرفت وضع السوق في ذلك الوقت، فاستغلت الأشياء التي ليست موجودة في الـiPhone 4 ووفرتها في الهاتف Galaxy S، أهمها هو السعر، المستخدم عادة يرى أداء الـGalaxy S مقارنة بالـiPhone صفقة مربحة، وهذا ماكان ينقص أجهزة HTC أيضًا. هنالك أيضًا عدة أسباب أخرى جعلت Galaxy S نقلة بالنسبة لهواتف الأندرويد وهو التسويق، فساسمونج اهتمت بالتسويق بشكل مغاير، نعم لا يصل لمستوى التسويق الحالي، لكن مع ذلك كانت أفضل من HTC في هذه الناحية. بعد صدور الهاتف Galaxy SII لنقل أن سامسونج دخلت بهاتف قوي على العكس من Galaxy S وحتى الآن يقدم أداء ممتاز، بالنسبة للتسويق في الهاتف Galaxy SII كان بالفعل نقلة واسعة من Galaxy S، ولا ننسى عامل النظام لنجاح الهاتف، أستطيع القول أنها معادلة، فبالهاتف Galaxy SII انتشر الأندرويد، وبالأندرويد انتشر الهاتف Galaxy SII. لكن ما دخل نجاح هاتف بنظام؟ الأندرويد من قبل الـGalaxy S كان يوفر احتياجات المستخدم، لكنه لم يتوفر الهاتف الذي ينشر النظام، فلابد من وجود هاردوير قوي وفي نفس الوقت يجب أن توصل فكرة أن يكون لديك هاتف تفعل به ماتريد للناس عن طريق الإعلانات. أغلب الإعلانات تركز على الهاتف وليس على النظام لكن مع اقتناء الهاتف، المستخدمين عرفوا أن الهاتف بالفعل يمتلك نظام ممتاز، فأغلب المستخدمين يريد الأندرويد لأنه يوفر للمستخدم الحرية وفي نفس العملية في الإستخدام، فنظام الـiOS  لم يكن بالمرونة التي تميز بها نظام الأندرويد.
فبالمجمل نظام الأندرويد كان موفر لإحتيجات المستخدم لكن كان ينقصه الهاتف الذي يوفر الهاردوير القوي والشركة التي تكون قادرة على إيصال أندرويد بسمعة ممتازة.

قوقل عبارة عن منصة من التطبيقات لانطلاق مشاريعها

close-andriod-app-header
كيف وصلت لموقع التقنية بلا حدود وكيف وصل للمقالة التي تقرأها حاليًّا؟ الجواب وبشكل جماعي عن طريق محرك البحث قوقل. قوقل لديها منصة من التطبيقات المرتبطة مع بعضها التي تساعد المشاريع للإستمرار. فالكثير منا يمتلك بريد إلكتروني من Gmail، وإن كان ذلك فإنه سيكون لديك حساب يوتيوب، ولديك حساب في Google+ -وإن لم تكن تستعمله- وحسابك في يوتيوب سيكون مرتبط بحسابك على Google+، ما أريد قوله أن جميع تطبيقات قوقل مرتبطه  مع حسابك في Gmail، حتى نظام الأندرويد، فحسابك في هاتف الأندرويد هو حسابك في Gmail وبالتالي جميع الأشياء في هاتف سوف تكون متزامنة مع حسابك بواسطة حسابك في Gmail ويمكنك تصفحها على حسابك أيًّا كان نظامه، وبالتالي استخدام أندرويد سوف يكون مرتبط بأن يكون لديك حساب في Gmail أم لا، وعادة سوف يكون لديك حساب في Gmail. لكن ماعلاقة ذلك في مشاريع قوقل ومن ضمنها أندرويد؟ أن يكون لديك شيء موجود مسبقًا وأن تستعمل شيء مرتبط بهذا الشيء الذي معك فهذا سوف يوفر الكثير من الوقت. فأنت تملك الحساب وليس الهاتف وهذا ماكان يوفره أندرويد، لنفترض أنك انتقلت من هاتف أندرويد لآخر، هل هذا أنك شخص جديد؟ لا بل أنك نفس الشخص القديم مادام حسابك على جهازك الجديد والقديم، وهذا سوف يوفر استعادة بعض ملفاتك والأسماء والتطبيقات التي قمت بشراءها من المتجر وكذلك صورك التي قمت سابقًا برفعها على Google+ والكثير من الأشياء. لا أقول أن أندرويد هو الوحيد الذي يحتوي على هذه الميزة، بل أن نظام Windows phone أيضًا يمتلكها، فهاتفك سوف يكون متربط بمنصة Xbox التي تملكها -إن كنت تملكها فعلًا- و كذلك سوف ترتبط بنظام الوندوز على حاسبك، كذلك ملفاتك وبياناتك في الـoffice سوف تكون مربتطة بحسابك في Sky Drive سواء على هاتفك أو حاسبك. لكن عندما نأتي لنظام iOS كمثال، نجد أن هاتف الـiPhone مرتبط بحسابك في itunes لكن مع ذلك لن تحظى بكامل الميزات إن لم يكن حاسبك بنظام Mac OS وبالتالي لا يمكننا تشبيه Apple بقوقل أو مايكروسوفت على أنها منصة من التطبيقات تجسد على أنها قاعد لإطلاق المشاريع التي عادة لا تفشل، وبسبب أنها مرتبطه مع باقي تطبيقات الشركة.

المطور يتجه لنظام المستخدمين

OxGEW
عندما نتحدث عن جانب مهم وهو جانب التطبيقات نجد أن الأندرويد هو أحد أكثر الأنظمة التي تجذب المطورين، ليس ذلك لأن بيئة التطوير في الأندرويد تعتبر الأفضل، وليس لأن نظام الأندرويد يعطي كامل أحقيات المطور، لكن عندما تتحدث عن نظام يشكل ما يقارب 80% من الهواتف فهذا ما يحلم به مطور التطبيقات، وهذا ما ساعد على تحسن متجر Google play في الآونة الأخيرة. المطور في منصة الأندرويد قد يعاني من مشكلة وهي أن التطبيقات غير مشفرة، مما يعني أنه من السهل نسخ التطبيقات المدفوعة وتحميلها بشكل مجاني أو بيعها بسعر أرخص، وهذا أمر قد يزعج المطور كثيرًا وللأسف أنه في إصدار أندرويد 4.1 كان من المفترض أن يتم تشفير التطبيقات، لكن قوقل تراجعت في آخر لحظة. الخلاصة أن نظام الأندرويد ليس الأفضل من ناحية البيئة التطويرية، لكن ما جعل Google play ينجح في أنه يوفر سهولة نشر التطبيقات وسرعة وصولها للمتجر، والعامل الأساسي هو المستخدمين. ولو لاحظنا في السابق أن المطور يعتمد عادة على تطوير برامجه لتناسب نظام أندرويد 2.3 فأعلى، لأن نظام أندرويد 2.3 هو الأكثر استعمالا في تلك الفترة، لكن مع تفوق نظام أندرويد 4.1 من ناحية عدد المستخدمين، أصبح أكثر المطورين يطور تطبيقاته لتناسب نظام أندرويد 4.1 وذلك طمعًا في كثرة المستخدمين، وأيضًا تحسن البيئة التطويرية في آخر إصدارات الأندرويد.

حتى أنت يمكنك امتلاك أندرويد الخاص بك!

Android-Home
نظام أندرويد يعتبر أحد الأنظمة المفتوحة المصدر، بمعنى أنك تستطيع الدخول على ملفات النظام وتعديلها كما تشاء. بالإضافة إلى ذلك فنظام أندرويد هو نظام مجاني، مما يعني أن أي شركة بمجرد يكون لها هاتف كامل لكن ينقصه السفتوير يمكنها استعمال أندرويد كنظام قوي وفي نفس الوقت مجاني، ليس هذا وحسب بل أنه يمكنك التعديل على النظام كيفما شئت وإنشاء نظامك الخاص المبني على نظام الأندرويد، كما هو الحال مع فريق CyanogenMod وفريق AOKP أيضًا، وهنالك الكثير من الناس الذي أنشؤوا روماتهم الخاصة ومبنية على نظام الأندرويد. لكن كيف ساعد ذلك عل نجاح الأندرويد؟ الشركات الكبيرة تطمح أن تكون مميزة، كذلك سامسونج و HTC و LG وغيرها، فعندما يكون لديها نظام خام وتقوم بالتعديل عليه لكي تنفرد به وتجعله كأسم هو أندوريد، لكن من ناحية الواجهة والميزات هو بطابعها الخاص. هذا بشأن الشركات الكبيرة، لكن ماذا عن الشركات الصغيرة؟ أستطيع القول أن نسبة كبيرة من الشركات الصغيرة تتجه لأندرويد بسبب أن النظام مجاني، مما يعني أنها فقط تشتري القطع الداخلية وتقوم بتصميم الهاتف والنظام هو أندوريد وعادة الشركات الصغيرة تحاول صنع هاتف قوي وبأقل تكلفة وفي نفس الوقت رخيص الثمن. مما يعني كون النظام مجاني وقابل للتعديل هو أمر يجذب الشركات سواء أكانت شركات كبيرة أو ناشئة.

نظام أندرويد عبارة عن ساحة معركة النجاح فيها صعب الوصول، لكن إن وصلت إليه فأنك أكبر الناجحين !

samsung-android-sign-bgr
HTC و Samsung و LG و Huawei و Sony و ZTE و OPPO و ….. لا يمكنني ذكر جميع المصنعين على نظام الأندرويد، لكن مع ذلك فالمستفيد الأكبر هو Samsung، لا يمكنني إنكار أن نظام أندرويد ممتاز وهو الأفضل حاليًّا من وجهة نظري لكن عندما نتحدث عن نسبة نجاح كل شركة في نظام أندرويد ضئيل جدًّا حتى لو كانت الشركة تقدم منتجات أفضل من Samsung نفسها! لا ننسى أن نوكيا فسرت اتجاهها للـWindows phone 8 وترك الأندرويد هو خوفها من هيمنة Samsung على نظام الأندرويد، ولا أنكر أن نوكيا تقدم تحفة فنية بنظام Windows phone 8 وكذلك HTC هي الأخرى لا تقل، لكن عندما نتكلم عن مسألة الأرباح، فـNokia متفوقة على الثاني والسبب هو عدم دخولها في ساحة تسيطر فيها شركة Samsung بشكل شبه كامل. أستطيع تشبيه الأندرويد كطريق طويل، يعصب السير فيه ومليء بالمتسابقين، وفي نهايته وحش عملاق إن هزمته تستطيع الحصول على الكنز! التشبيه يذكرني بالألعاب نوعًا ما لكن مع ذلك أعتقد أنه مناسب جدًّا لنظام كالأندرويد. وبالمجمل تجربة الدخول لنظام الأندرويد هي مفتوحة للكل لكن الوصول لنهاية الطريق صعبة جدًّا.

إلى أين أندرويد؟

android_2-851x315
لكل بداية نهاية. كوداك كانت الشركة رقم واحد في مجال الكاميرات وفي عام 2012 انتهى  بها المطاف لبيع براءات الإختراع الخاصة بها. حقيقة لا أستغرب أن ينتهي الأندرويد في غضون خمس سنوات، لكن في نفس الوقت قد يستمر لفترة أطول إن لم يكن هنالك نظام يوفر ما وفره الأندرويد للمستخدم، وليس هذا وحسب بل يوفر ما ينقص نظام الأندرويد، كنظام أمني قوي غير قابل للإختراق ومن دون الإستغناء عن مرونة النظام، الأمر ممكن ولنضرب نظام لينكس كمثال. كذلك إن كان النظام يوفر متجر آمن ومراقب محصن من التطبيقات الخبيثة، التي قد تزعج المستخدم العادي في نظام الأندرويد. وإن كان النظام جاذب للمستخدمين كافة وفي نفس الوقت يجذب مطورين البرامج ليس فقط لأن النظام يملك كمية هائلة من المستخدمين، لكن بالإضافة إلى ذلك هو نظام ممتاز كبيئة تطويرية. مستقبل الأندرويد قد يتصوره البعض مشرقًا مليء بالإضافت والتحسينات، لكنإن فكرنا في الأشياء التي تنقص نظام أندرويد هي قليلة نوعًا ما، كما أن إضافة أي ميزة جديدة في الأندرويد ليس بالأمر السهل كما يتصوره البعض، فإدارة نظام يشكل 80% من هواتف العالم قد يكون أمرًا صعبًا وأي خطأ بسيط قد يؤدي الأندرويد إلى الهبوط. لذلك أعتقد أن تخطيط قوقل في المرحلة القادمة قد يكون أشياء بسيطة لتحسين النظام.
 أنني متفق مع الذي يقول الأندرويد حاليًّا هو الأقرب للكمال من باقي الأنظمة -ليس نظام كامل- لكن إن توفر نظام يوفر ما نقصه الأندرويد وإن توفر جهاز يدعم هذا النظام فبالتالي يمكننا أن نقول أن منافس الأندرويد الحقيقي قد بدأ!