من حقائق علم تأريخ الكون :الحلقة الثالثة

تحدتنا فى الحلقة الولى عن:مولد الكون  والثانية عن :دخان السماء والبينية وظلمة السماء

الحقيقة الثالثة: إتساع السماء The Third Principle: The "Etsaessamaa 
(وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (الذاريات-47)
مختصر التفسير: 
مختصر تفسير ابن كثير: يَقُول تَعَالَى مُنَبِّهًا عَلَى خَلْق الْعَالَم الْعُلْوِيّ وَالسُّفْلِيّ" وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا " أَيْ جَعَلْنَاهَا سَقْفًا مَحْفُوظًا رَفِيعًا " بِأَيْدٍ " أَيْ بِقُوَّةٍ قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَقَتَادَة وَالثَّوْرِيّ وَغَيْر وَاحِد " وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ " أَيْ قَدْ وَسَّعْنَا أَرْجَاءَهَا وَرَفَعْنَاهَا بِغَيْرِ عَمَد حَتَّى اِسْتَقَلَّتْ كَمَا هِيَ. 
تفسير الجلالين: وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ" بِقُوَّةٍ "وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ" قَادِرُونَ يُقَال : آدَ الرَّجُل يَئِيد قَوِيَ وَأَوْسَعَ الرَّجُل : صَارَ ذَا سِعَة وَقُوَّة 
تفسير الطبري: في تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: وَالسَّمَاء رَفَعْنَاهَا سَقْفًا بِقُوَّةٍ. عَنِ ابْن عَبَّاس, قَوْله: { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ } يَقُول: بِقُوَّةٍ. عَنْ مُجَاهِد, قَوْله: { بِأَيْدٍ } قَالَ: بِقُوَّةٍ. عَنْ مَنْصُور أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَة: { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ } قَالَ: بِقُوَّةٍ. قَالَ ابْن زَيْد فِي قَوْله: { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ } قَالَ: بِقُوَّةٍ. عَنْ سُفْيَان {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ } قَالَ: بِقُوَّةٍ. وَقَوْله: { وَإِنَّا لَمُوسِعُون} يَقُول: لَذُو سَعَة بِخَلْقِهَا وَخَلْق مَا شِئْنَا أَنْ نَخْلُقَهُ وَقُدْرَة عَلَيْهِ. قَالَ ابْن زَيْد فِي قَوْله: { وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } قَالَ: أَوْسَعَهَا جَلَّ جَلَالُهُ.

ٍ"والكون" يتمدد بسرعات هائلة, فالمجرة التي تبعد عنا بنحو 650 مليون سنة ضوئية تبتعد عنا بسرعة 15000 كم في الثانيةالواحدة ، بينما تتراجع المجرات وأشباهها (الكوازرات) المتواجدة في أطراف الكون بسرعة تصل إلى 270 ألف كم في الثانية. حقاً, إنه توسع رهيب؛ ففي أقل من ثانية تتراجع المجرات التي تقع في أطراف الكون لمسافة تعدل عشرين ألف مرة قدر قطر الأرض. 
وجوه الإعجاز العلمى في آية اتساع السماء: 
بالآية أربع إشارات تمثل قضايا علمية خطيرة يسعى العلماء اليوم في سبر أغوارها اليوم وفي المستقبل. وتلك الإشارات نطرحها على علماء الكون والفلك على هيئة أسئلة أربعة:


1- ما هي حقيقة السماء؟ 
2-- ما الذي يتسع, الكون أم الفضاء أم السماء؟ 
3- هل السماء بناء, وما هي معالم ذلك البناء؟ 
4- ما هي القوى التي تربط بناء السماء؟ 
وسأعالج السؤال الأول في بند مستقل. وأبدأ بتناول السؤال الثاني أولاً:


أولاً: ما الذي يتسع, الكون أم الفضاء أم السماء؟


تمثل فكرة إتساع الكون قلب علم الكسمولوجيا. ففي عام 1929 أعلن إدون هابل (Edwin Hubble), أن مشاهداته عن المجرات خارج مجرة درب اللبانة قد أظهرت أن تلك المجرات كانت تتحرك بعيداً عنا بطريقة منتظمة بسرعات تتناسب طردياً مع المسافة بيننا وبينها. وأبعد المجرات عنا هي الأسرع هروباً. وقد لاحظ هبل أن الضوء الآتي من تلك المجرات يحيد بعيداً نحو النهاية الحمراء لطيف الضوء. 
ماذا يعني هذا الاتساع؟ بمعنى هل حينما نقول إن المجرة متحركة بعيداً عنا هل يشير ذلك إلى حركة طبيعية مثل حركة الأرض في مدارها؟ أم نتكلم عن امتداد الفضاء بيننا وبين المجرة؟ والذي ينجم بالتالي على هيئة مجرة متحركة بعيداً عنا. وبعبارة أكثر وضوحاً حينما نقول إن الكون في اتساع فنحن نتكلم عن إتساع الفضاء ذاته. وهنا يظهر أن هابل أصاب الحقيقة ولكنه أخطأ في الصياغة. وأن التصحيحات العصرية لنظرية اتساع الكون(Theory of Expanding Universe) تجعلها تقترب من حقيقة النص القرآني. والحقيقة المبهرة أنه حتى مع تنقيحح النظرية بالقول أن الفضاء هو الذي يتسع, فإنها ستحتاج إلى تصحيح آخرلابد أن يأتي في النهاية متفقاً مع النص القرآن الذي يشير إلى أن السماء هي التي تتسع, وحينئذ ترقى النظرية لتصبح حقيقة (شكل4-5).




ومن قبل حينما كنت أقرأ في علم تأريخ الكون وأجد اتفاق علماء الكونيات والفلك على أن أعظم اكتشاف في علم الفلك هو اتساع الكون, وأن هبل قد نال عن ذلك الإكتشاف جائزة نوبل في العلوم, كنت أسائل نفسي لماذا بعد الكشف بقرابة السبعين سنة ما زال الكشف يوصف بأنه نظرية؟ وبعد تمعني في فهم النص القرآني علمت أن السماء هي التي تتسع وليس الكون مصداقاً لقوله تعالى : (("وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْد وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)). وهنا أهتف من قلبي حقاً القرآن يقود إلى العلم الصحيح, وبكلمات أكثر تحديداً؛ على العلم أن يثبت نفسه في القرآن بمعنى أن يتوافق مع القرآن, وليس العكس إطلاقاً.
شكل (4) لا الكون ولا الفراغ يتسعان, ولكن السماء تتسع باستمرار.


ويظل السؤال حائراً: لماذا يتسع الكون بمعدل متسارع؟
شكل(5): تصور لمراحل خلق الكون.


ثانياً: هل السماءبناء؟ وما هي معالم البناء؟


1- بناء السماء: تقع النجوم في تكتلات هائلة يفصل بينها فراغ شاسع (شكل:12). وتئز النجوم حول وسط المجرة الإهليجية كما يئز النحل حول خليته ومعظم هذه النجوم عتيقة جداً، وتنتظم النجوم في مجرات تمثل لبنات بناء السماء. تبعاً لنظام التصنيف الذي طوره هابل, ويمكن تقسيم المجرات بصورة عامة إلى ثلاثة أنواع رئيسية: إهليجية، وحلزونية، وغير منتظمة .. ويعتقد أن الثقوب السوداء الفائقة تقبع تقريبا في كل مجرة إهليجية أو حلزونية ذات انتفاخ. 
2-مسح السماء وأسوار السماء الأعظمية: والمجرة مع ذلك لا تمثل لعلماء الكونيات سوى الوحدة الأساسية للمادة. وثمة بلايين من المجرات تملأ الكون الذي يبلغ نصف قطره قرابة 12 بليون سنة ضوئية، وهي تتجمع في حشود يبلغ قطرها ثلاثة ملايين، أو يزيد، من السنين الضوئية، وهذه الحشود تتجمع في بناء عظيم. وقد اكتشف مسح دقيق " سوراً عظيماً" من المجرات طوله 750 مليون سنة ضوئية، وعرضه أكثر من 250 مليون سنة ضوئية، وسمكه 20 مليون سنة ضوئية. ويجري الآن تخربط سور سلون العظيم والذي يمتد لمليار سنة ضوئية (شكل:6). ويوجد في الكون عدد هائل من تلك الأسوار الأعظيمة تحوي بينها فجوات ضخمة، إنها من معالم الجزء الثانى من الآية: " الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناءاً".
شكل ( 6): خرائط كونية يظهر فيها سوران أعظميان في بناء السماء.( عن مجلة العلوم: قراءة مخططات نشوء الكون. ميشيل ستراوس_ العددان5/4-2004- ص.70).



ثالثاً: الشبكة الكونية والقسم القرآني: Cosmic Architecture: spider's web& Cosmic web




إذا أقسم الله على شيء فعلى أصحاب العقول أن يتدبروا الشيء المقسم عليه لأنه لابد أن يكون ذلك الشيء خطيراً. أما القسم هنا فهو قول الله تعالى: : " وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا "(الشمس: 5). ومن المؤكد أن حفظ الآية وتكرار ترديدها شيء عظيم, ولكن الأعظم من ذلك تدبر الآية. وقد أدهشني وأنا أكتب عن بناء السماء أمران: أولهما أنك حينما تبحث في شبكة المعلومات (Inter-net) وبمجرد أن تكتب المصطلح القرآني من مثل بناء السماء (Building Heaven) تطالعك أوراق علمية متخصصة عنوانها نفس المصطلح القرآني. ومن هنا استقر في عقلي أن قمة العلوم الكونية المكتشفة لا بد أن تستخدم مصطلحات القرآن ذات الصلة حتى وإن كان كتابها لم يعرفوا عن القرآن شيئاً. 


أما الأمر الثاني فهو اكتشاف العلماء لما يسمى بالشبكة الكونية أو الشبكة العنكبوتية الكونية باعتبارها إحدى أهم معالم هندسة الكون (شكلك7).

فراغات وأسوار اكتشف بعضها اليوم, وسيكتشف غيرها غداً, وسيمعن الناس النظر في الكون بأعينهم مرة ومرتين, وسيبحر العلماء بعقولهم وعلمهم وأجهزتهم مرات ومرات على الفرغات أو على التراخى. ومن المؤكد أنهم سيجدون كوناً واسعاً متسعاً متناسقاً لا تفاوت فيه مصداقاً لقوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ) (الملك 3-4).




شكل (7):توزيع النجوم في سديم كراب

رابعاً: الاهتداء بالنجوم في مسح الزمكان :

النجم في القرآن الكريم يهتدى به، والنجم يهوي، والنجم يسجد، ومن النجم الطارق الثاقب, والخنس الكنس. وقد وردت في القرآن آيتان تشيران إلى الإهتداء بالنجم. وقد ذكر في القرآن أن النجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر. إلا أن ما أثار اهتمامي أن آية سورة النحل قد أشارت إلى الاهتداء بالنجوم دون أن تحدد وجهاً محدداً لتلك الهداية, حيث يقول تعالى: " وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ " ( النحل:16). وكنت على يقين من أن عدم تحديد نوع الهداية في تلك الآية لابد أن يكون وراءها سر ما. وتبين لي ذلك السر حينما علمت أن بعض أنواع النجوم يهتدى بها في مسح الزمكان (space – time ). وتستخدم المستعرات من النمط Ia كشمعات في مسح الزمان والمكان معاً. ويستعرق توهج هذه الكتلة النارية قرابة ثلاثة أسابيع تبلغ فيها سطوعها الأعظم, ثم يخبو هذا السطوع خلال شهر. ويمكن من مسح رقعة السماء بآلة التصوير الشاملة الضخمة (Big Through Camera) بصفة منتظمة للعثور على مستعر أعظم.

والآن أرجو منك تأمل آخر سطر في الفقرة التالية التي أنقلها حرفياً من المجلد 15 العدد 11/ نوفمبر 1999 من مجلة أمريكا للعلوم مع تدبر النص القرآني:" وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ " ( النحل: 16) قبل زمن طويل (يقدر بنحو خمسة بلايين سنة)، وفي مجرة قََصِيّة (يفصلها عنا 2000 ميجا بارسك*)، انفجر نجم ميت منذ أمد بعيد، مصدراً وميضاً أسطع من ضوء بليون شمس. وقد انتشر ضوؤه, وخلال عشر دقائق، في إحدى الليالي المظلمة من عام 1997, حط بضع مئات من الفوتونات التي انطلقت من هذا المستعر الأعظم (Supernovaٍٍ على مرآة مقراب (تلسكوب) في جمهورية تشيلي وعندئذ ولد حاسوب في الرصد صورة ضوئية ضعيفة على شاشة. ومع أن النظر إلى هذه الرقعة الباهتة لم يكن شيئاً مثيراً للإعجاب, فقد كان منظرها بالنسبة إلينا في منتهى الإثارة إذ إنها مثلت لنا منارة جديدة نهتدي بها في مسح الزمان والمكان(الزمكان).

سادساً: الأيدي وقوى بناء السماء:



ويقول تعالى: " اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ " ( الرعد : 2 ) .. ويقول أيضاً: " خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ " ( لقمان : 10 ). وللمفسرين في قوله " بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا " قولان: أحدهما أنها مرفوعة بغير عمد ترونها. والثاني: لها عمد ولكنا لا نراها. والحقيقة أن السماوات ممسوكة ، وأن الذي يمسكها هو الله " وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ " ( الحج : 65 ). يقول تعالى: ((إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليماً غفوراً)) (فاطر: 41). 


وعلماء الكون والفلك والرياضيات يبحثون عن الميزان الذي يوحد ويربط القوى الأربع المعروفة في كوننا. وتلك القوى هي: 

1- القوى الكهرومغناطيسية :التي تربط الذرات بعضها ببعض مثل التي تربط ذرات الأكسجين بذرات الهيدروجين ليتكون الماء. 

2- القوى النووية الضعيفة : التي تفكك وتحلل الجسيمات الأولية داخل الذرة، والمسؤولة عن التحلل الإشعاعي الذي يمد الأرض بالحرارة التي تحفظها من التجمد. 

3- القوى النووية الشديدة : التي تربط الجسيمات من مثل البروتونات والنيترونات والكواركات داخل النواة. 

4- القوى التثاقلية. والقوى الأخيرة أمرها عجيب؛ فهي التي تمسك الكون على الرغم من ضعفها حيث تبلغ 10-39 ( واحد مقسوماً على عشرة أمامها 39 صفراً) من القوة النووية. ويسعى علماء الأرض من أهل التخصص, إلى إيجاد معادلة توحد تلك القوى.

ويسعى العلماء للحصول على نظرية توصف توحيد القوى؛ وبالتالي توصيف القوى الموحدة السائدة قبل فتق الرتق مباشرة؛ تلك اللحظة التي قال الله فيها للسماوات والأرض كونا فكانتاً. وفي حالة توحيد القوى في المستقبل سيطرح هذا السؤال نفسه بشدة: من كان في الأصل وراء ذلك التوحيد؟ يأتينا الجواب في قوله تعالى:" بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ. يقول الأستاذ مارتن ريس ( Martin Rees ) حامل اللقب الشرفي (فلكي ملكي ) " فقد يكتشف الفيزيائيون ذات يوم نظرية موحدة تحكم الواقع الفيزيائي بكامله، غير أنهم لن يكونوا قادرين على الإطلاق على إخبارنا عن الشيء الذي ينفخ الروح في معادلاتهم، وما الذي يجعلها أمراً واقعاً في كون حقيقي".( 2 )


الحقيقة الرابعة: مراحل تطور خلق الكون في القرآن الكريم 


The Fourth Principle: Consequence of Cosmos Development:


آيات بينات: 


يقول تعالى: ((قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِين* وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ )) (فصلت9-12) 

يمثل تحديد عمر الكون حجر الزاوية في علم التأريخ الكوني(الكسمولوجيا:Cosmology), وهو في الحقيقة معضلة كبرى تثير خيال العلماء والفلاسفة على حد سواء. ويحدد عمر الكون باستخدام المداخل الرياضية, والفيزياء النظرية والفلكية. وتشير الأيات إلى ثلاث مراحل لا رابعة لهن:



أولاً- مرحلة خلق الأرض في يومين. 


ثانياً- مرحلة جعل الرواسي والبركة في الأرض وتقدير أقواتها في يومين. 

ثالثاً- مرحلة قضاء سبع سماوات من الدخان في يومين.

ووفقا للآيات السابقات فإن مراحل خلق السماوات والأرض ثلاثة متساوية في الزمن, كل مرحلة استغرقت يومين. ومرحلة ابتداء خلق الأرض من العدم, وأيضاً مرحلة تسوية السماوات السبع لا يمكن للعلماء رؤية شواهدهما مباشرة, وهذا شيء صعب حقيقة وليس يسيرا. ولكن رب العالمين قد ترك في الأرض علامات تدل على مرحلة من المراحل الثلاثة السابق ذكرها وهي التي أشار إليها القرآن في قوله تعالى: (( وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ)). وعلم تلك المرحلة يعرفه علماء الجيولوجيا بكثير من التفصيل. وقد بدأت تلك المرحلة منذ بدأ تكوين أقدم الرواسي أى جبال الأرض, وما زالت تلك المرحلة مستمرة حتى اليوم. إنها ببساطة شديدة تستغرق فترة التاريخ الجيولوجى للأرض منذ أن تصلبت قشرتها حتى يومنا هذا.



والفكرة في تقدير عمر الأرض ببساطة تعتمد على معرفة تقدير عمر أقدم الرواسى والتي تمثل مرحلة من المراحل المتساوية الثلاثة. ومن ثم نضرب الرقم المقدر في ثلاثة لنحصل على عمر الكون. ومن المعروف لدى المتخصصين في علم الأرض أن الرواسي تحتوى على أقدم صخور قشرة الأرض, وأنها تمثل الأساس الذي أقيمت عليه عجائب الأرض. وقد استخدمت حديثاً بلورات معدن الزيركون التي جمعت من غرب استراليا في تقدير أقدم أعمار صخور الرواسى. وتم تقدير هذا العمر ب 4,4 بليون سنة. وبناء على ذلك فإن أقل عمر للأرض هو 4.4X3==13.2بليون سنة+عمر فترة ما قبل التاريخ الجيولوجي والمقدرة بحوالى 0.8 بليون سنة. 


إذن عمر الكون في ضوء عمر أقدم الرواسي المقدرة اليوم=13.2+3×0.2=13.6 بليون سنة, بمعنى ثلاثة أضعاف عمر الأرض. والآن نقارن القيمة المقدرة علمياً الواردة بالنص التالي:



How old is the Universe? 


Until recently, astronomers estimated that the Big Bang occurred between 12 and 14 billion years ago, but the most widely accepted age is around 15 billion years, or about three times older than the earth. Astronomers continue to refine their estimates as new observations produce new data. Astronomers estimate the age of the universe in two ways: 1) by looking for the oldest stars; and 2) by measuring the rate of expansion of the universe and the expansion rate tell them how long the galaxies have been traveling since the big bang, and thus provide a rough age for the Universe.
 انتظرونا غدا الحلقة الرابعة