كوكب الأرض على شفا انقراض كبير!

كوكب الأرض على شفا انقراض كبير!
Early Earth, computer artworkحينما نسمع كلمة “انقراض” تتبادر على أذهاننا صورة الديناصورات التي سادت الأرض ثم أُبيدت عن آخرها منذ 65 مليون سنة مضت بسبب حدث كارثي مثير للجدل العلمي. إن هذا الانقراض ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير فقد وجدت دراسة علمية حديثة أن الجنس البشري مسئول عن زيادة معدلات الانقراض في الحيوانات والنباتات بمقدار 10,000 ضعف المعدل الطبيعي وهو ما يعني أن كوكب الأرض أصبح على شفا انقراض سادس كبير على نفس مستوى حدث انقراض الديناصورات. وجد ستيوارت بيم عالم الأحياء من جامعة ديوك الأمريكية أن أنواع الكائنات الحية أصبح تنقرض أسرع بمقدر 10 أضعاف عما كان يعتقد علماء البيولوجيا سابقا. ركز بيم على حساب معدل الانقراض وليس أعداد الفصائل المنقرضة ذاتها واكتشف أن معدلات الانقراض السابقة كانت تُقدر بنحو 0.1 من كل مليون نوع سنويا أما اليوم فقد تضاعف ذلك المعدل بنحو 1000 إلى 10,000 أي أن المعدل قد أصبح يُقدر بنحو 100 إلى 1000من كل مليون نوع سنويا، وهى تُعد مؤشرات غاية في الخطورة.
لقد شهد كوكب الأرض خمس انقراضات كبيرة على مر تاريخه الطبيعي وهى: “الانقراض الأردوفيشي السلوري Ordovician-Silurian mass extinction” وهو يعد أكبر ثالث انقراض في تاريخ الأرض، حيث اختفت 85% من الكائنات البحرية التي كانت تسود كوكب الأرض آنذاك. أما في “الانقراض الديفوني المتأخر Late Devonian mass extinction” الذي امتد على مدار ملايين السنوات، كان الانقراض من نصيب 75% من الكائنات الحية على كوكب الأرض. ولكنه ليس عظيما بالمقارنة بحدث “الانقراض البرمي Permian mass extinction” الذي انقرضت خلاله 96% من الكائنات الحية ولذا هو جدير باسم “الموت العظيم”. ثم تبعه “الانقراض الترياسي الجوراسي Triassic-Jurassic mass extinction” والذي انقرضت خلاله نصف الأنواع الحية تقريبا. وأخيرا الانقراض الأشهر والذي محى الديناصورات من على سطح كوكب الأرض وهو المعروف باسم “الانقراض الطباشيري الثلاثي Cretaceous-Tertiary mass extinction”.
image009تعود الانقراضات الخمسة لأسباب مختلفة منها التغيرات المناخية والثورات البركانية والاصطدامات النيزكية. بينما يعتقد بيم أن هنالك العديد من العوامل التي تساهم في الانقراض السادس ونجد أن جميع تلك العوامل يمكن تلخيصها في كلمتين…”الجنس البشري”! أحد العوامل التي تؤدي إلى زيادة معدلات الانقراض هى فقدان تلك الأنواع لمواطن معيشتها الطبيعية، فهى لم تعد تجد مكانا لتعيش فيه بعد أن تدمرت مواطنها بفعل الأنشطة البشرية. وبالإضافة إلى ذلك يمكن الإلقاء باللوم أيضا على التغير المناخي الذي يكتنف كوكب الأرض بيد البشر كذلك والذي يؤثر بدوره على مقدرة بعض الأنواع على البقاء على قيد الحياة. وأيضا يعود تسارع معدل الانقراض في جزء منه إلى “الأنواع المُجتاحة” وهى أنواع دخيلة يتم إدخالها قسرا على بيئات معينة مما يفرض وجودها على الأنواع الأصلية فيها فتكون النتيجة انقراض أصحاب البيئة، ويمكنك أن تحزر من يدخل “الأنواع المُجتاحة”…(البشر)! وأخيراً وليس آخراً نجد الصيد الجائر يشارك في اختفاء الكائنات الحية ، فعلى سبيل المثال كان القرش المحيطي أبيض الطرف أحد الأنواع المفترسة الموجودة بكثرة على كوكب الأرض ولكن تم اصطياده بشكل جائر إلى الدرجة التي جعلت فرصة رؤيته الآن نادرة للغاية. باختصار…يمكننا القول أن أفعال البشر مجتمعة…ترقى إلى مستوى الكارثة!
المصادر: 1 2 3